أبا الفرسان = رسالة.

أبا الفرسان .. أو رسالة …
* قطعة وجهها الشاعر من براغ إلى صديقه عبد الغني الخليلي في 24 آب 1967.
* نشرت في جريدة "اليوم" اللبنانية العدد 7509 في 27 شباط 1968.

أبا الفُرسان إنَّك في ضميري
وذاك أعزُّ دارٍ للحبيب

وبي شوقٌ إليك يهُزُّ قلبي
ويعصِره فيخفُق بالوجيب (1)

وذكرُك في فمي نَغَمٌ مصفّى
يُرَتَّل في الشُّروق وفي الغُروب

سلامُ الله يعبَق بالطُّيوب
على ربْعٍ تحِلُّ به خصيب

ثريٍّ بالمفاخِرِ والمزايا
تَورَّثها نجيبٌ عن نجيب

* * *

أبا الفراسان إن عَقَّتْ ديارٌ
عَقَدْتُ بها شبابي بالمشيب

وذَوَّبْتُ الضُّلوع على ثراها
ولم أطلُب بها أجرَ المُذيب

فلا عَجَبٌ فقبلي ضقن ذرعاً
بخيرِ الناسِ أحمدَ والحبيب (2)

فَذيّاكَ استُبيح دماً وعِرضاً
وذاكَ قضى بها نحبَ الغريب (3)

وسيم البُحتريُّ الهُوْنَ فيها
وغَصَّ بحسرة التَرِبِ الحريب (4)

على حينَ استباح الغِرُّ فيها
بقايا السيفِ والسَّلَب الجليب

أبا الفرسان لا عجبٌ فإنّا
نؤدّي فِديةً البلدِ العجيب


(1) الوجيب: الاضطراب.
(2) ضقن ذرعاً: يريد ضاقت الديار بأحمد أي المتنبي والحبيب أي أبي تمام.
(3) ذيّاك: أي المتنبي، ذاك: أي أبو تمام.
(4) الترب الحريب: الفقير المسلوب ماله.

المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الخامس-الجمهورية العراقية-وزارة الاعلام-مطبعة الأديب البغدادية -بغداد 1975م