سبيل الجماهير .

اقول لقَومٍ يجِذبون وراءهُم
مساكين أمثالِ البَعير المعبَّد

اقاموا على الأنفاس يحتكرونها
فأيَّ سبيلٍ يَسلُلكِ المرءُ يُطردَ

وما منهمُ الا الذي إنْ صَفَتْ له
لَياليه يَبْطَر ، او تُكَدِّرْ يُعربِد

دَعوا الشعبَ للاصلاح يأخذْ طريقَه
ولا تَقِفوا للمصلحينَ بمَرْصَد

ولا تَزرعوا اشواككم في طريقه
تعوقونه .. مَن يزرعِ الشوكَ يَحصِد

أكلَّ الذي يشكُو النبيُّ محمدٌّ
تُحلُونَه باسم النبيِّ محمّد

وما هكذا كان الكتابُ منزَّلاً
ولا هكذا قالت شريعةُ لَموعد

اذا صِحتُ قلتُم لم يَحنِ بعد مَوعد
تُريدون إشباعَ البُطون لمَوعد

هدايتَك اللهمَّ للشعب حائراً
أعِنْ خُطوات الناهضين وسدِّد

* * *

نبا بلساني أن يجامِلَ أنني
أراني وإنْ جاملتُ غير مُخَلَّد

وهب أنني أخنَتْ عليَّ صراحتي
فهل عيشُ من داجَي يكون لسرمَد

فلستُ ولو أنَّ النجومَ قلائدي
أطاوع كالأعمى يمين مقلدي

ولا قائلٌ : اصبحتُ منكم ، وقد أرى
غوايَتكم او انني غير مهتدي

ولكنني ان أبصِرِ الرشد أءتمرْ
به ومتى ما احرزِ الغي أبعد

وهل انا الا شاعر يرتجونَه
لنصرة حقٍ او للطمةِ معتدي

فمالي عمداً استضيمُ مواهبِي
وأورِدُ نفساً حُرَّةً شرَ مَورد

وعندي لسانٌ لم يُخِّني بمحفِلٍ
كما سَيْف عمروٍ لم يَخنُه بمشْهَد