إلى البعثة المصرية .

– نظمت عند قدوم بعثة الجامعة المصرية الى العراق عام 1931.
 – نشرت في جريدة "العراق" العدد 3307 في 13 شباط 1931
.

رُسُلَ الثقافةِ من مُضَرْ
وَجْهُ العراق بكِم سَفَرْ

حَرَصَ القضاء عليكم
وَرَعتْكُمُ عينُ القَدَر

جئتُمْ وهاطلةُ الغَمام
معاً ورُحْتُم والقمَر

رشَّ السماءُ طريقَكم
أيُحبُّكم حتى المطر !

في القلبِ منزلُكم وبين
السَمع منا والبَصر

نحن الحُجولُ وانتم
في كل بارزةٍ غُرَر (1)

ليل الجزيرة لم يكن
لولاكمُو فيه سَحَر

* * *

يا سادتي ان العراق
جميعُه بكُمُ ازدَهَر

والمحتفونَ بكم وانْ
وان كانوا ذوي كَرٍّ وفَرّ

وجميعُهُم أهلُ البلاد
ولا يُقاسُ بِما نَدَر

فأَجلُّ من زُمَرٍ تَلَقَّتْكُمْ
وقد اختبأتْ زُمَر

وأَجلُّ ممن قادَهُمْ
حبُّ الظهورِ مَن استَتَر

خَفِيَت ذواتٌ جَمّةٌ
وبَدَتْ لكم بعضُ الصُور

وأُزيحَ من ظَفِروا به
ومشى اليكم نم ظَفِر

ملءَ النوادي معجبَون
بفضلِكم ملء الحَجَر

كنَّهُمْ لم يملِكوا
حقَ الجلوس على السُرُر

غيرُ المناسِب أن يَمسَّ
حريرَ سادَتنا الوَبَر

فاذا أرَدْتُم أن يُتاح
لَهُم بصُحْبتكم وَطَر

فضَعوا بقارعةِ الطريق
لَهُم بُيوتاً من شَعَر

وسيُسمعوَنكُمُ من التر
حيب خاتمةَ السُوَر

وَضْعُ العراقِ خُذوه من
عَذَبات أقلامِ أُخر (1)

ولحفظِ حُرِيّاتِهِمْ
من أن تُداسَ وتُحتَقَر

لَترُحْ لمصرَ سُعاتُكم
ليَجئْكُمُ منها خَفَر

هم مُرهقون لأنَّهُمْ
لا يصدَعون لمن أَمَر

ومُضايَقون لأنَّهُمْ
ما في عزائِمهم خَوَر

عندي مقالٌ يستَوي
من لامَ فيه ومن عَذَر

سقَطَتْ على الأرض الثمار
وجاءَكم يمشي شَجَر

ملاحظة :
لتكملة بقية القصيدة أتبع أرقام الصفحات أسفل هذه الصفحة .


(1) الحجول : بياض في قوائم الفرس وهو من صفات كرمها واستعارته لكرم الأصل .
(2) العذبات : جمع عذبة والعذبة طرف كل شيء .

المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الثاني-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1973م