إلى البعثة المصرية .

وإذا أمَرتُم أن أسامرَكم
فقد لذَّ السَمَر

عن نُهْضةٍ أدَبية
ما أن لها عنكُمْ مَفَر

لاولاكُمُ ما كان
للشعراء فينا من أثَر

قبر الأديبِ الألَمَعيِّ
هنا وفي مصرَ انتَشَر

الله يُجزي من أفاد
ومن أعانَ ومن نَشَر

أني أسائلُكم وأعلَم
بالجواب المُنتَظَر

هل تَقبَلون بأن يقالَ
أديبُ مصرَ قد افتَقَر

أو أنَّ "شوقي" من
حَراجة عيشِه كالمحُتَضَر

أو أن "حافظَ" قد هَوى
فتجاوبونَ : الى سَقَر

حاشا : فتلكَ خطيئةٌ
وجَريمةٌ لا تُغتَفَر

"شوقي" يعيشُ كما يَليقُ
بمن تَفكَّر أو شَعَر

وسطَ القصورِ العامراتِ
وبين فائحةِ الزَهَر

برعايةِ الوطَن الأعَزِّ
وغيرةِ الملِك الأبَر

وتحوطُ ابراهيمَ عا
طفةَ الأمير من الصِغَر

أما هُنا فالشعر شيء
للتملُّح يُدَّخَر

وعلى السواء أغابَ
شاعرُنا المجوِّدُ أم حَضَر

سَقَطُ المتاع وجودُه
عند الضرورة يُدَّكَر

في كل زاويةٍ أديبٌ
بالخمول قد استَتَر

وقريحة حَسَدوا عليها
ما تجودُ فلم تثر

وإلى اللقاء وهمُّنا
أن الضيوف على سَفر

جَمَعَ الإلهُ مصيرَنا
ومصيرَ مصرَ على قَدَر