إلى البعثة المصرية .

ماذا أحدّثُكُمْ حديثَ
القَلب من جَمْر أحَرّ

كلُّ المسائل مُرَّةٌ
وسكوتُنا عنها أمَر

أعليكم يَخفَى وفي
كلِّ الورى ذاعَ الخَبر

لسُتمْ من القوم الذينَ
يُخادَعون بما ظَهَر

حتى نغالِطكم ونزعمُ
أنَّنا فوقَ البَشر

رُسلَ الثقافة من أجلِّ
صفاتِكم بُعْدُ النَظر

ولداُتنا في كلٍّ نَفع
للسياسةِ أو ضَرَر

غَطَّى علينا سادتي
وعليكُمُ جِلدُ النَمِر

وعلى السّواء لنا كما
لكُمُ يُكادُ وُيؤتمَر

وعلى قياسٍ واحدٍ
حُفِرتْ لكم ولنا الحُفَر

أنتُمْ لنا عِبرٌ وفيما
نحن فيه لكُمْ عِبَر

عن أي شيءٍ تَسألون
فكل شيء مُحتكَر

لم يخلُ دَرْب من عرا
قيلٍ ولم يسَلَم مَمَرّ

وسَلُوا الخبيرَ فانني
ممن بواحدةٍ عَثَر

حتى لقد اشفقت أن
يعتاقَ رحلتَكم حَجَر

تهتاجُنا النعرات طا
ئشةً وينجَحُ من نَعَر

في كلِّ حَلق نغمةٌ
ولكلِّ أنملةٍ وَتَر

ويعاف من لم يرض
أصحاب النفوذِ وينتهِر

تمشي سموم المُغرضين
بسِوحنا مشيَ الخَدَر

يتقاذَفُون عقولَنا
وقلوبَنا لَعِبَ الأُكر

ولقد نُصفِّق للخطيب
ونحن منه على حَذَر

باسم البلاد يجل من
جرَّ البلادَ الى الخَطَر

يا سادتي : لا ينتهي
فيضُ الشعور إذا انفَجَر

ولكي أريحَكُمُ أجيءُ
لكم بشيء مُختَصَر

إن السياسة لَم تبقِّ
على البلادِ ولم تَذَر

وبرغم ما في الرافدينِ
من المصائبِ والغيَر

وبرغم أنا قد تزعَّمَ
عندنا حتى البَقَر

فهنا شبابٌ ناهضونَ
عقوقُهم إحدى الكُبَر

كِتَلٌ تَحَفَّزُ للحياة
يسوقٌها حادٍ أغَر

تمشي على نُور الثقافة
مشيَ موثوقِ الظَفَر

فيها الشجاعةُ من عليٍّ
والسياسةً من عُمَر