* نشرت في جريدة "الإستقلال" العدد 40 في 26 كانون الثاني 1921م .
* وهي دمعة حيرى على شهداء الثورة العراقية .
هو العزمُ لا ما تدعي السُمْرُ والُقضْبُ
![]() وذو الجِدِّ حتى كلَّ ما دونَه لعْبُ
![]() ومَنْ أخلفته في المعالي قضيةٌ
![]() تكفَّلً في إنتاجها الصارمُ العَضْب
![]() ومن يتطلبْ مُصْعَباتِ مسالكٍ
![]() فأيسرُ شئ عنده المركبُ الصعب
![]() ومن لم يجدْ إلا ذُعاف مذلَّة
![]() وروداً فموتُ العز موردُه عذب
![]() وهل يظمأُ اللاوى من الُّذل جانباً
![]() وبيضُ الظُّبا رَقراقها عللٌ سَكْب
![]() إذا رُمتَ دفع الشك بالعلم فاختبرْ
![]() بعينك ماذا تفعل الأُسُد الغُلب (1)
![]() أما والهضابِ الرّاسياتِ ولم أقلْ
![]() عظيماً ، فكلُّ دون موقِفه الهُضْب
![]() لئن أسلمْتُهمْ عزةُ النفس للردى
![]() فما عودْتُهمْ أن يُلمَّ بِهِمْ عَتْب
![]() أحبايَ لو لم تُمسكِ القلبَ أضْلُعي
![]() لطار أسىَ من بُرْج ذكراكمُ القلب
![]() قضيتُمْ وفي صدر الليالي وليجةٌ
![]() وما غيرُكمْ يستُّلها ، فلها هُبُّوا (2)
![]() سقاكِ الحيا أرضَ العراق ولا رَقَتْ
![]() جُفونُ غوادية ، وناحتْ بك السحب (3)
![]() تضمنتِ ، لا ضُمنتِ شراً لظالم
![]() كواكبَ ليل الخطب إِن حَلِك الخطب (4)
![]() بَكْيتُ وحيداً في رُباك ولم أُرِدْ
![]() مخافةَ واشٍ ، أن يساعدني الركْب
![]() فيا شرقُ حتى الحشر تُربُك فوَقُه
![]() دليلٌ لمن يدرِ ما فعلَ الغرب
![]() |
(1) دفع : في الأصل ، تضوي .
(2) الوليجة : الدخيلة وهي هنا ما تضمره الليالي من شر .
(3) الحيا : المطر . ولا راقت جفون غواديه : دعاء الا ينقطع المطر فتجف الأرض .
(4) حلك الخطب : اشتد الأمر و عَظِم .
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الأول-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1973م