الحزبان المتآخيان .

أروني جديداً يَفْضح الشعرُ أمرَه
ففضحُ مساوي القوم شيءٌ مُحصَّل 

فقد بدتِ النّياتُ لا سَتْردَونها
ولا حاجبٌ الا الكلامُ المرعبل 

زخاريفُ قولٍ تعتليها ركاكةٌ
ويبدو عليهنّ الخنا والتبذل 

اذا مسها القولُ الصحيحُ تطايَحتْ
كما مرَّ يَمشي في السنابلِ مِنْجَل 

وألعاب صبيان تمرّ بمسرحٍ
يقوم عليه كلَّ يومٍ مُمثِّل

على أن مَرضاةَ القوافي بذمِّهم
وأخذَهُمُ حتى بهجوٍ تَنَزُّل

فان كان لابد الهجاءُ وسبةٌ
يحُطُّ بها قَدْرَ الفرزدقِ جَرْوَل 

فبين يديكُمْ شاعرٌ تعرِفونه
بأشعاره أعداؤهُ تَتَمثَّل 

تعاصيه أطرافُ الكلامِ لغيركم
وتنصبُّ مثْلَ السيل فيكم وتَسْهُل 

يَرى حِطّةً أن يَحتْمي بسواكُمُ
شعورٌ وشِعرٌ ذو رُواءٍ مُسلْسَل 

تَتيهُ بكم رَغمَ الأنوف وتَزْدَهي
حسانُ القوافي لا النسيجُ المهلهل 

معارضة تُزْهي البلادُ وتحفِلُ
بها وُيخَّلى مَنْ سواها ويُخذَل 

تُنُضِّمُها صِيدٌ كُماةٌ أشاوسٌ
يقودُهُمُ شهَمٌ يقول ويفعل 

تراهم مُطاطينَ الرؤوسَ بمحفِلٍ
تَصدَّرَ فيه " الهاشميُّ " المبجل 

اذا ما مشى بزّ المفارقَ مَفرِقٌ
بتاجٍ من النصرِ المبين مُكلَّل 

تَرنُّ النوادي من مقالٍ يَقوله
كما رنَّ في بيتٍ يُهَدَّمُ مِعْوَل 

وينقُلُهُ بعضٌ لبعضٍ تَمثُّلاً
إذا انفَضَّ عنه مَحفِلٌ عاد مَحْفِل 

ولم يفضلِ الاراء إلا لأنه
يدبّرهُ رأسٌ حكيمٌ مُفَضَّل 

وسيانِ قالوا خطبةً مضريةً
"لياسينَ" أو قالوا تقدمَّمَ جَحْفل 

له فِكرةٌ أنكى من السيف وقعةً
وتدبيرةٌ من فَتْكةِ الموتِ أقْتَل 

ورابطُ جأشٍ كالحديد وفوقَه
من الهمّ والفكْرِ المبرّحِ كَلْكل 

وإنك من أن تقبلَ القومَ أفضلُ
وإنَّهمُ مِنْ أن يُدانوك أنزل 

تَقَدمَّْ لها "ياسينُ" فالوضعُ محرجٌ
إذا لم تخفِّفْ منه والداء مُعْضِل 

وإنك لو قابلتَ ما مُتِّعَتْ به
من الحكم بالهونِ الذي تتحمل 

وما قدمتهُ من ضحايا عزيزةٍ
نتائجُها هذا البلاءُ الموكل 

أسالت دماً عينيك عُقبْى كهذه
وهيّج منك الداءَ هذا المعدَّل