ذكرى عبدالناصر .

يا مصرُ، لي وطنٌ أُجِلُّ عطاءَه
ويُحبُّ فيَّ سماحةً وعطاءَ

يغشى الدُّروبَ عليَّ حتى إنني
لأكاد أفقِدُ في الزِّحام رداءَ

سِرْنا على درب الكفاحِ مُذ انجلى
فخرُ الكفاحِ بجوِّه وأضاءَ

مُتجاوِبَيْنِ مدى الأبيدِ، أهُزّه
إيثارةً، ويهزّني إيحاءَ (33)

للموت أحدو والشهادةِ أهلَه
أترى وُجدت لأذبح الشهداءَ ؟!

وبمصرَ لي وطنٌ أطار بجوّه
ما لا أطار بغيره أجواءَ

أجدُ العوالمَ كلَّها في سَفْحه
سبحانَ خالقِ كونِه أجزاءَ

* * *

يا سِدرةً في المنتهى لم تعترف
إلاّ الظلالَ الخضر والأفياءَ (34)

عاطي ظلالَك " ناصراً " فلطالما
عاطى الْجموع ظلالَه وأفاءَ

وعليكَ يا فخر الكفاح تحيّةٌ
في مثل روحك طيبةً ونقاءَ

إن تقضِ في سُوح الْجهاد فبعدَما
سَعَّرْت فيها الرمل والرمضاءَ

ولقد حملتَ من الأمانةِ ثِقْلَها
لم تُلْقِها بَرَماً ولا إعياءَ

نمْ آمناً، ستُمِدُّ روحُك حرّةً
وسْط الكفاحِ رفاقَك الأمناءَ


(33) الأبيد: الزمن.
(34) تعترف: تعرف.