أبا الشعر .. تغن بتموز .

أبا "هَيثمٍ" يا مُوسعَ الناسِ حلمَه
أفاءَ عليهم ظلَّه وتَحدَّبا

ويا ابن "الحسين" الفذِّ شهماً سَمَيْدَعاً
مَهيباً، وَثُوباً قبلَ أن يتوثَّبا

ويا ذادةَ " الصفَّين " قُطراً، وأُمةً
يَربُّونَ من مجديهما ما تأشَّبا

نداءُ صَريحٍ جَنَّبَ العُجْبَ نفسَه
وإن راح صَبّاً بالرجولات مُعجبا

تخيَّرَ حُبَّ الناس والخيرِ مذهباً
وفرَّقَ فيهم روحَهُ فتَشَعَّبا

وساقاكمُ حلوَ البيانِ قصائداً
من اللُطفِ كادت أن تسيل فتَشربا

لَممتُمْ على شَعْثٍ كما انصَبَّ سحرةً
نسيمٌ على قَطْر النّدى فتذوّبا

سَرايا صُفوفٍ خيِّراتٍ تألبتْ
وأنتُم على " مُستعمِرٍ " ، وتألّبا

وظلّتْ وإياكم ثلاثينَ حِجّةً
تشُدُّ على اليافوخ منه لتضرِبا

وآليتُما أنْ لا تُبقِّي يداكما
على ذَنَبٍ حتى تقُصَّ المُذنَّبَا

أحاقَ بهم بَغْيُ الطُغاةِ، وعُذّبُوا
بأسياط " جَلاّدَ " بكم قد تعذّبا

ومسَّهمُ الضُرُّ الذي نال منكُمُ
وطالوا كما طُلتم على الضُرِّ مَنكِبا

وطُوردَ في عُرض البلاد وطُولها
ذووهم، وجابُوا الأرض شرقاً ومَغرِبا

* * *

سواعدُكم يومَ الكفاح وبُوعكم
إذا ما تأتَّى ساعدٌ، وتهيَّبا

وبينَكُما كالأمسِ للمُلتَقَى غدٌ
ويبقى " غدٌ " أدنى لساعٍ وأقربا

ويفتقدُ الغَمْرُ الشُّجاعُ دُروعه
وإن لم يحاربْ خوفَ أن يُتحرَّيا

فلا تأخذوهُمْ في هَناةٍ وأُختِها
فمن ذا الذي لم يعترف فيه مَثلَبا

ومن ذا الذي جَبَّ الخطايا تَنَزُّهاً
وعاف الورى في " طينهم " وتربّبا

وحسبُ الفتى أن تستبدَّ هَناتُه
بتهذيبه، حتى يعودَ المُهذّبا

ونِعْمَ صديقُ القَوم مَن إنْ تقطَّعَت
بهم وَبه الأسبابُ يَوماً تَسبّبا

وأحسنُ من عاتبتَ، أولمتَ، صاحبٌ
ألامَ على مَحض الوِدادِ، وأعتَبا

فلا تخذِلوا منهم "حليفاً" مُقرّبا
ولا تُشمِتوا فيهم وفيكم مُجنَّبا

أهيبوا ب " تَمّوزٍ " ليُضفى قُلوعه
على الحُبِّ " طاووساً " مُدِلاّ ويسحبا

وزيدوا على ما لوَّنَتْ من جماله
مَساعيكُمُ لوناً من الحُسنِ مُشرَبا

ويا "عيدَ تَمّوزٍ" لك المجدُ خالداً
ولا زلت سؤلاً للجموع، ومَأرَبا

فلا زَحَمتْك الطارئاتُ بِثقلها
ولا زَعزَعَتْ منك الكيانَ المُطَنَّبا

ولا خَبَطَت صَفْواً أكُفٌّ لئيمةٌ
ولا رنَّقتْ للكوثر العَذْب مَشْرَبا

* * *

وعُوذتِ سُوحَ " الرافدين " ولا غَدَت
ضفافُك بعد اليوم للمَوت مَلعبا

ولا عُدتِ مَرماةً يُزاحِمُ موكبٌ
رَمْلك الموّارِ بالدم مَوكبا

ولا أظلَمَتْ منك البيوتُ ولا ذَكا
بها خِنجرٌ " ضَوَّى " وطَلْقٌ تلهّبا

أبا الشعر قلْ ما يُعجبُ الابنَ والأبا
وهل لكَ إلاّ أن تقول فتُعجِبا ؟