ويا "بَرَدَى" أيُّها السّلسبيلُ
![]() من كُلّ عرقٍ بنا يَنْبَع
![]() يَضُوعُ الرَّذاذُ على الضَّفَتينِ
![]() وتُنْتَشَقُ الطينةُ (الأضوع)
![]() وتَرْفِد "حسّانَ" في عزّه
![]() كؤوسُ "بني جفنة" تُتْرع
![]() دلفنا إليك نَزفُ الهوى
![]() ونشكو من الوجد ما ننزع
![]() أحقا صددت عن "الرافدين"
![]() وبابهما بابُك المُشْرَع
![]() و "شامك" "بغدادُنا" المزدهاةُ
![]() و "بغدادُنا" شامك الممتع
![]() ويا نسمةَ الصبح في "الغوطتين"
![]() تنفَّسَها المورِقُ المُمْرع
![]() نظل – على شَهَقاتِ الحياة –
![]() بما تَنْفَحين به نطمَع
![]() * * *
![]() ويا إخوةَ الدَّمِ في المشرقَيْنِ
![]() إلى "الضاد" ما بينها ترجع
![]() تفيأ كلّ خفوقِ الظِلال
![]() يثير المصيفَ بها المَرْبَع
![]() وتبقى مواطنُها الفاتناتُ
![]() على كل فاتنةٍ بُرْقُع
![]() تُذادُ بها فكرةٌ حُرّة
![]() وينبو بذي الفِكرةِ المضجع
![]() عسى "يوم بغداد" يلغي الحجاب
![]() وينهي النهاة، وما شرعوا
![]() ويا عسى "مصرُ" ، يا أمُّ، يا أمة
![]() بها يشمَخُ الشَّرفُ الأرفع
![]() ويا دُرَّةً في زِحام الخُطوبِ
![]() – وقد صَدِئتْ دررٌ
![]() ويا دارةَ "المبدعينَ" الضِخامِ
![]() بهم يُقتدى ، ولهم يُخْشَع
![]() على حبكَ انطوتِ الأضلعُ
![]() تلوبُ بها جمرةٌ تلذَع
![]() مصيرُكِ – يا مصرُ – لا "الكامبياتِ" !
![]() ولكنْ مصائرُنا أجْمَع
![]() وعندكِ للنُّخَبِ الحافظينَ
![]() سِجِلٌ يمرّغ من ضيعوا
![]() سوى أنَّ "ذا تِرَةٍ" خائنا
![]() مع الركب من "واترٍ" يضلع
![]() يُعَرّي له جَبَهاتِ الصمود
![]() فيُخْلَى له الأمَدُ الأوسع
![]() يَعِزُّ على الحُرّ أن يَفْتلي
![]() رِقابَ بنيك .. ولا يُخْلَع (1)
![]() ذليلٌ .. وجُرما أتى موجع
![]() وأن تَستذلي له أوجع
![]() أتُبْقِيْنَ "يا مصرُ" من يُسْتباحُ
![]() على يده الحَرَمُ الأمْنَع
![]() خذيه "عتيقا" ، ولا تَصْرعيهِ
![]() فليس جديرا به المَصْرَع
![]() وتِلّيهِ خَزيان حتى الجبين
![]() جبين "لعجل" الخنا يُهْطِع (2)
![]() ومدي له العمر يَجْرَعْ به
![]() من الهُون، والعار ما يَجْرَع
![]() دعيه و "كرشا" غنيّا له
![]() ونفسا لها فقرُها المُدْقع
![]() فما تنفع الأُطُمُ العامراتُ
![]() نفوسا ضمائرُها بَلْقع ؟؟ (3)
![]() |
(1) فلاه بالسيف إذا ضربه به.
(2) تلّه للجبين: صرعه.
(3) الأطم: القصور.