إلى المجد .. إلى القمة .

سَرَاة الحمى .. أجْمِعوا أمْركم
وحكمُ المروءةِ أن تَجْمَعوا

وحكم المروءةِ أن تُنْجدوا
هُتافَ الجُموعِ، وأن تَصْدَعوا

وشدّوا حيازيمكم إنّها
حقيقٌ بها الحازمُ الأروع

فقد هال أمرُكم الخافقَيْنِ
على ما يروعُ، وما يُفْزِع

وراح وأسماعُهُ الواجفاتُ
تُصيخُ، وأجراسُه تُقْرَع

ورُحتم بفخرَيْنِ من يستميتُ
في الذبّ عنكم .. ومن يَهْلَع

على أنَّ خلفَكُمُ مربأ
ومن خلفه غادرٌ يَقْبَع (4)

ومستوحش من مَدِبِّ الذئابِ
يضيقُ به المذئبُ المسبعُ

وأنتم كِفاءٌ بأن تُلْجِموا
شُدوقا جياعاً، وأن تَرْدَعوا

وأنْ تُفْرِحوا كلّ ذي غُلّةٍ
سيُثْلِجُها غاصبٌ يَفْجع

* * *

سَرَاةَ الحمى .. نفثةً حرةً
إليها – على مضض – أُهْرَع

أسيفاً على فرط صمتِ الشّفيع
على غوثِ أهليه يستشفع

وفرط التغامض عن أعينٍ
مضتْ حِقَبٌ وهي تَستطلع

إليكم .. وأنتم عَصُوفُ الرياحِ
غضوبٌ إذا انتفضت زَعْزَع

تَشَمَّمُها في الوكورِ النُّسورُ
وتستافُها سحبٌ تُقْشَع

نبا صبرها عن دروعِ الصدورِ
وشُدَّ على قوسِها المنْزع

ثلاثون سودٌ كسودِ القبورِ
يطوفُ بها الشبَحُ المُفْزِع

تُساطُ بها الروحُ – قبلَ الجُلود –
ويُعْتَصَرُ الدَّمُ، والأدمُع

أُنوفٌ تراغم منها "اليهود"
وعجلُهُمُ الأصْلَمُ الأجدع

وشمّ جباهٍ كخَفْقِ الصُّقور
عظاماً تناثرُ، أو تضرع

وصرعى خيام كثوب اليتيمِ
بها "القَرُّ" و "الحَرُّ" يستمتع

على " مِزَقٍ " بعد بيض القِبابِ
وخُضْرِ الحُقولِ، وما تُفْرِع

" وقدسٌ " تَعطَّلَ فيه الأذانِ
وذيد به السُجَّدُ الرُّكَّع

ونحن إلى نَجدةِ الواهبين
بأضعفِ إيمانِنا نَقْنَع

* * *

سَراةَ الحمى .. والحِمى جَذْوةٌ
عجابٌ، إذا اختنقت تَسْطع

تُعَدُّ الجَحيمَ .. ولا تُجْتَلَى
ورعدَ الأزيزِ .. ولا يُسْمَع

وتَنْدَسُّ تحت عميّ الرماد
زمانا .. وتخدع من يخدع

وتَطْغَى فلا ترحمُ الراحمين
ولا المُرضِعاتِ ، وما تُرْضِع

وتحسو الدماءَ .. ولا ترتوي
وتأكل خَلْقاً .. ولا تشبَع

وتصبح بردا بُعَيْدَ الحِصَادِ
وتُخصِبُ دنيا بما تزرع

فكونوا بحيث يكونُ الوُعاةُ
بما يُستزاد، وما يُدفَع

ومدّوا " يدَ الله " .. عن حقكم
تذودون ، وهي اليد الأرفع

وللمجد .. مستقبلٌ يُصنع
" ببغداد " .. من حسنها أروعُ


(4) المربأ: المرقب.