ثورة العراق .

ناشد بذاك عوجةً
ومثلها يستنشد (1)

هل اشَتفتْ من العدى
أمْ بعدُ فيها كمد؟

وهل درت أبناؤها
أن الثنا مخلَّد

هم عمروها خُطةً
يصلى بها وتُحمد (2)

خالدةً ما ضرّهم
أنّهُمُ ما خلدوا

 * * *

وللقِطار وقعةٌ
منها تُفَزُّ الكبد (3)

ما تركوا حتى الحديدَ
سلسلوا وقيدوا

مرّ وقد تحاشدت
عديدُهُ والعدد

كأنما لسانه
خطيب جمع مُزْبد

كأنه آلى على
أن لا يطولَ المدد

تكاد من هيبته
صمُ الجبال تسجُد

تحتَثُّه النار كما
بالروح سار الجسد

لم يُلفِ إلا موعداً
فمُبرقٌ ومُرعد

حتى إذا ما أجَلٌ
دنا وحان الموعد

لم يُنْجِهِ من الردى
حديدُه الموَّطد

هيهاتَ يغني عن
قضاءٍ زُبُرٌ مُصفد (4)

من بعد ما قد أبرم
الأمر قدير أوحد

هناك لو قد وجدوا
سم خياط نفدوا (5)

واستنجد وأين من
حَيْنَ النُّفوس المنجد

مَلحَمةٌ تشكر مُصْليها
الوحوشُ الشرّد

 * * *

ودعوةٌ مشهودةٌ
تدعو ليوم يُشهد

قام بها مقلَّد
بعزمه مجتهد

"محمد" ومعجز
مثلك يا "محمد" (6)

ألقَحتها شعواءَ لا
يطاعُ فيها السيد

يَرونَ أقصى مطمع
في الحرب ان يُسَتشَهدوا

كأنما ليست لهم
نفوسهم والولد


(1) العوجة قرية على جانب الفرات وتسمى بالرمثية وفيها الوقعة المشهورة بين الثوار والبريطانيين وقد فاز بها الثوار على الأنكليز وتغلبوا عليهم وردوهم بأفضع صورة .
(2) يصلي بها وتُحمد : في الأصل إلى اللقاء تحمد.
(3) هو القطار المدرع الذي بعثه المحتلون لتأديب الثوار وكان مشحوناً بالضباط البريطانيين وكانت الغلبة للثوار إذ أوقفوه وحطموه واعتقلوا من كان به.
(4) الزبر : الحديد.
(5) بقال أنفدت القوم اذا خرقتهم ومشيت في وسطهم فان جزتهم حتى تخلفهم قلت نفدتهم.
(6) الشيخ محمد تقي الشيرازي.