ثورة العراق .

حتى إذا ما ويلسن
ضاقت بها منه اليد (1)

ولم يجد ليناً بهمْ
وهل يلين الجلمد

وما رأى ذنباً سوى
أن حقوقاً تُنشد

وأنهم أولى بما
قد زرعوا أن يحصدوا

سواعدٌ مفتولة
بعزمها تَعْتَضِد

وهمةٌ شماءٌ لا
ينال منها الفرقد

مال إلى الحق ولم
يكن لحقٍ يَرْشُد

وقال : هذا عاصف
هبَّ وبحر مُزْبِد

وجَذوةٌ تلهَم من
أطرافها ما تجد

ولست أقوى حَمْلَ ما
تنوء عنه الكَتَد (2)

 * * *

يا ثورةَ العرب انهضي
لا تُخْلِقي ما جدّدوا

لا عاش شعب أهله
لسانُهم مقيّد

سيان عندي مِقول
أو مُرهف مجرّد

أفدي رجالاً أخلصوا
لشعبهم واجتهدوا

كم خُطبةٍ نَفّاثة
فيها تُحَلُّ العقد

ومقولٍ قصّر عن
تأثيره المهند

هذا لساني شاهد
عَدْل متى تستشهِدوا

أن لا تزال أضلعي
تطوى على ما تجد

عهداً أكيداً فثقوا
أني على ما أعهد

 * * *

صبراً وما طاب لكم
مرعاكُمُ والمورد

صبراً وما عُوِّدتموا
من قبل أن تُضطَهدوا

إن رَفعت رِواقها
الحرب فأنتمْ عَمَد

وأنتمُ إذا الوغى
أعْوَزَه من يُوقد

نيرانُ حرب يصطِلي
الأدنى بها والأبعد

 * * *

مواطني شقت وأبناء
"السقوط" سَعِدوا (3)

يا أخوتي كل الذي
أمّلْتموهُ بَدَد

نصيبُكم من كل ما
شيدتموه النَّكد

تَتَرَّكوا ، تأرمنوا
تنكلزوا ، تهندوا

أولا فان عِرضَكُمْ
ومالَكم مهدَّد

قد أكلت نَتاج
أقوامي أُناسٌ جُدُد

اخو الشعور في
العراق ضائع مضطهد (4)

يحُت من فؤاده
ما لا يحت المبرد


(1) هو الحاكم العسكري العام في العراق أبان الثورة وكان له رأي حسن في الثورة العراقية.
(2) الكتد : مجتمع الكتفين وقيل أعلى الكتف .
(3) وردت نقاط بدل “السقوط” في بعض الطبعات.
(4) في العراق (ط :35 ) ، في بلادي (ط : 28).