* شهرزاد أجمل "المراقص" الفنية في باريس يمت بخياله الفني الرائع و بجوه السحري الفاتن وبهندسة الألوان الحالمة فيه إلى الخيال الشرقي المستوحى من "ليالي شهرزاد" المعروفة بـ"الف ليلة وليلة"
* نُظمت في باريس عام 1948م
إنَّ وجـهَ ا لدُجى "أنيتا " تجلَّى
عـن صباحٍ مِن مُقلَتيكِ أطَلا
و كـأنَّ الـنـجومَ ألقَيْنَ ظِلا
في غـديرٍ مُّرقرَقٍ ضَحْضاحِ
بـيـنَ عينيكِ نُهبةً للـرياح
وغـياضُ المُروج أهدَتكِ طَلا
إن هذا الطـيرَ البليلَ الجَناحِ
المُدوِّي على مُـتونِ الريـاحِ
و الذي أزعـجَ الدُّجى بصَباحِ
عبَّ في الليل من "ثُغورِ" الأقاح
رشفــَةُ مجَّ عِـطرَها وتولّى
حيثُ هذا الرأسُ الجميلُ تدلّى
والـفِـراشُ الـذي به يتمَلّى
و بحـيثُ أرتدَّتْ هـباءً نَثيرا
تـمـلأ النفسَ و الفضاءَ عبيرا
خِـصِـلاتٌ مِن شَعرِكِ الذَهبيِّ
كـنـتِ فيهِ الثرىَّ أيَّ ثرِيِّ
***
إسـمـعي ، إسمعي "أنيتا" فهنَّا
و هُـنـا ، صادِحٌ صَبا فتغنَّى
والـطـريق المهجورُ عادَ فرَنَّا
مِـنْ جــديـدٍ ببعثِه يتهنَّى
فلقـد دبَّـتِ الحـياةُ إليهِ
وتمشّـى المــعاوِدونَ عليه
***
إسـمعي وقعَ رائِحينَ وغادي
وتَـمَـلَّـيْ مِن الوُجودِ المُعاد
و الـقَـطارَ المجَلَجلَ المُتهادي
فـي سُـفوحٍ مُنسابَةٍ وَ وِهادِ
إسـمعي ، إسمعي "أنيتا" صَداهُ
تَجِدي عن صَدى الزّمانِ بديلا
وَ تَرْينَ الدُّنيا تُجِـدُّ رَحـيلا
بالأمـانيِّ غُـدوةً و أصـيلا
***
إنَّ وجـهَ الدُجى " أنيتا " يُليحُ
والليالي في " شهرزَادَ " تَصيحُ
ههُنا ، ههُنا يَطيبُ الصَّـبوحُ
حُـلُـمٌ رائِعٌ وطـيفٌ لذيذُ
بهما اليـومُ مِن غَدٍ يسـتعيذ
و اللّـيالي مِن اللّـيالي تَلـوذ
فـطـريدٌ مؤمَّـل و أخـيذ
|
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الثالث-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1974م