حُـلُـمٌ رائعٌ كـأن الخـيالا
حـيـنَ ضاقَت به الحياةُ مَجالا
مَـلِّ أسـفـارَهُ فحطَّ الرِّحالا
هـهُنا ، فهو عن سِواهُ صَدوفُ
وهـو في أعيُنِ السُّـقاةِ يَطوف
لِـجِناحيهِ في الكـؤوس رفيف
ورنـينُ الأوتارِ منها حـفيف
***
حَـلُـمٌ رائِعٌ وجـوٌّ لطيـفُ
والنَّدامَى على الكؤوسِ عُكوف
و الأباريقُ نـالَ مـنها النّزيف
غير أنَّا – ورُبَّ صفوٍ يُخيف –
مـلكَ الذعرُ نفسَـنا والفؤادا
ونـسِـينا حتى المُنى والمُـرادا
وأبَـحنْا للعاطِفاتِ القِــيادا
أتُـرى أنَّ هذه " الشهرَزادا "
ذكـرَّتْنا أحلامُها " بغدادا " ؟
***
يا حبيبي ! و هذه الأطـيافُ
عـن قريبٍ بيقظةٍ ســتْداف
وإلى مثلها انقضتْ ، ستُضاف
يا حبيبي ! و هذه الأعـطاف
تـتثنَّى على الكــؤوسِ دَلالا
كـلُّ عِطفِ ، لولا الحياءُ لسالا
سـوفَ تـنهدُّ بعدَ حينٍ كلالا
حـينَ تستامُها الحـياةُ النضالا
حـينَ تَلقى ما لا تُطيقُ احتِمالا
***
يا حـبيبي : و هذه النظَراتُ
في مُـذابِ الفُتورِ مُنكسِرات
والـوجـوهُ الـحيِيَّةُ الخَفِرات
والنفـوسُ الفيّاضةُ الخيـِّرات
و الـشِـفـاهُ النديَّةُ العَطِرات
والـشُعورُ المسترسِلاتُ انسيابا
وجـفـونٌ تسـتثقِل الأهدابا
والأكُـفُّ التي تذوبُ انجِـذابا
كـلُّ خِصـرٍ بكلِّ كفٍّ يَلفُّ
وشِـفـاهٌ عـلى شِـفاهٍ تَرِفّ
وقـلوبٌ من صفوها تُستَشَفّ
كـلُّ هـذا ، وكلُّ ما غيرُ هذا
عـن قـليلٍ سيسـتطيرُ رُذاذا
|