و "ظِـلالٌ" مـن الغُــيومِ الرِّقاق
فـوق خُضْرِ الربى ، وبينَ السواقي
تـتـلاقى بمَـوعــدٍ للـتلاقي !
بـظـلالٍ كـأنّـهُـنَّ خـيـوطُ
يَـتـشـابـكـنَ جَـيْئَةً ، وَذهابا
من طـيـورِ تـجـمَّـعت أسْـرابا
يَـتـغـازَلْـنَ والصبا ، والضَّبابا
تـتـحـدَّى قِـنـاعَه و تُميـطُ
***
يـا حـبيبي ، و رَغبتي ، ودلـيلي!
إنَّ لـونَ الـظـلامِ حالَ فَحُولي !
والـدّراري بـعدَ الصراعِ الطويل
وسـنا الفجرِ
ينحـدِرْنَ فُلـولا
وبـنـاتُ النَعْـشِ المُقِلِّ القتـيلا
يـتَـذوَّبـنَ حـسـرةً و عـويلا
ويُـجَـرِّرْنَ مـن حِـدادٍ ذيـولا
مُـسـبَـلاتِ عـلـى المجرِّ الذليلِ
يـا حـبـيبي ! مالَ الزمانُ فميلي
وأمـيـلـي بموضـــعِ التّقبيل!
يا حبيبي : لم يبقَ لي مـن مــآبِ
من لُــباناتِ هـذه الأطــياب
و "الظـلامِ" المزعـزعِ الأطـناب
ومُـجاجـاتِ عِطـْرهِ المُنســاب
غيرُ هذا " الليلِ! " الفسيحِ الرِحاب
بين جَفـنيكِ حـارَ والأهــداب
***
إي وعَـيْـنَيْكِ والخيالِ الشَّـرودِ
إي وهـذا الـغورِ السحيقِ البعيد
بـيـن مُـوقَـيْكِ يَسبقُ الأبعـادا
إي و " صحراءَ " صَحصَحٍ .. تتنادى
عـنـدهـا مـن " عوالِمٍ " أصداءُ
إي ولـمـحٍ ..! مـن السّنا يتهادى
فـتـسـيـرُ الاطيافُ و الأهـواء
خلفَه :
إي و صـامتٍ كالجلـيدِ
ومدوٍّ كقاصـفاتٍ الرّعود
منهما :
إي وذلك " الانـسـانِ " !
هازئاً بالمَلاكِ ، والشيطانِ :
لامتدادُ الفضـا ، و عنفُ الدياجي
و خِـضَـمٌ مـن بحرهِ العجّــاج
دونَ هـذا الطرفِ الكحيلِ الساجي
روعةً ، و انبسـاطـةً و اقتد
إي ، وعينيكِ حلـفةً لا تُمار
|