أفروديت .

قد رُكّزَتْ على "فنجانِ" !!
لكِ – مثلَ الهِلالِ مِن خَلّل الغابةِ يبدو –
"رَفغٌ" رفيعُ مكانِ !!
وهُنا .. كَفَّتِ الوصيفةُ لا تسطيعُ قولاً
عَما يلي الرَّفْغَ منها
وانبَرتْ "أفروديتُ" تُوحي إلى "جالا"
بحُسْنِ الذي تخبَّأ عنها !
هو في الشكلِ : مِثلُ قوقَعةِ الماءِ
وفي الحُسْنِ زَهْرةُ الجُلنَّارِ!!
مُلِئتْ زُبْدَةً ، وشَهْداً ، وعطرا هو كالكَهْفِ دافئاً ، !!
كالمغارِ !
رَطِباً ! ، مَلجأُ الرّجالِ السِّفارِ
وهم سائرونَ للموتِ قَسْرا
فاتمت"جالا" :
أَجَلْ !
ومخيفٌ .. طافحُ الجَنْبَتين بؤساً وشرا
وجه "ميدوزَ" ! ساخطاً
يَلْعَنُ الناظَر في وجهه فيرتدّ صخرا!!
                                ***
من صباها ..
مشى إليها خَيالُ
يَتغذّى به الهوى والدَّلالُ
وخيالٌ في مَهْدِهِ ما يَزالُ
وخيالٌ يَدِبُّ ..
رِخواً ضئيلا
وخَيالٌ أضفتْ عليه سُدولا
واستعاضت بالصمتِ عنه بديلا
وخيالُّ أردته..
شِلْواً قتيلا
فهو خصمٌ لزهوها قتَّالُ
كلّما غرّها الصِبا والجمال
هاجَ من عيشها ادِّكاراً ذليلاً
وأحسّتْ حِمْلاً بذاك ثقيلا
ومن الذكرياتِ ….
رفّتْ ظِلالُ ..
                                ***
وترامى من "الظِلالِ" عليها
ما يُثير الصِبا..
ويُذكي الغراما
ويديف اللذات والآلاما
ويمَّجان :
يقظة ومناما
ويعنِّي بِثقْلها الأياما
وتَفَيّتْ "بغيمتينِ" ظلالا
يستبدان "مُكثةً" وانتقالا
فمن الشعر ما يُظِّل الغمامُ
ومن الذكريات ما يعتام
ومن الذكريات ما يستام
بسمةً ، أو كآبةً ، أو ذهولا
أو مُضِّياً على السُرى ..
أو قُفولا
                                ***
ومن الذكرياتِ ما يتغنَّى
في قرار النّفوس ..
لَحنْاً فلَحنْا
ومَطافُ الخيالِ وهو المُعنّى
بانبعاث الأنغامِ ..
أُنساً وحُزْنا
يتحدّى قلباً ..
ويُرهفُ أُذنا
بصدىً كلّما تجدّد رنّا
ويعودُ الصّدى …
فيذكي الجَنانا
ويعود الجَنانُ ..
يَبْغي بيانا
                                ***
نَثَرَتْ شَعْرَها على كتَفِيَهْا
نثرةً خيرَ ما تكونُ لديها
واستدارت وَهْناً على عقبِيْها
فبدا جانبٌ ..
ولَوَّحَ ثاني
وأراتها المرآةُ لَمْحَ بيانِ
عن خَيالين..
ثَمَّ يرتجفانِ
وبقايا ظِلَّيْنِ يَصطَرِعان
                                ***
ثم لَمَّتْ فُضُولَه بيديها
فَمَشَتْ لمَّةٌ على نَهدْيها
فتمشّى الضِرامُ في حَلْمَتيها
فأطلاّ ..
وثْباً من الذِروتينِ
مثلمَا صكّ عاصِرٌ حبّتينِ !