أفروديت .

وتمطت كأفعوانٍ تلوّى
فهو يَشوي بسّمِّهِ..
 وهو يُشوَى
وهو يُروى بلدغةٍ …
وهي تُروَى:
اذ ترى جسمَها المميتَ الفظيعا
وشباباً غضّاً…
وخَلْقاً بديعا
وثماراً شهيةً ! وزُروعا
نُثِرَتْ فوقه! ..
وصدراً ونَحْرا
ومسيلاً منه تفجّر نهرا
ودماً فائراً يصبُّ سريعا
تاركاً أينما جرى يَنْبُوعا
كلُّ عِرقٍ منها …
تفصّد خمرا
وهي تروى…
حِقداً وزهوا وغدرا
اذ ترى :
أنَّ حُرقةً ودموعا
وعذاباً فظّاً ..
وموتاً ذريعا
وصريعاً بها يواسي صريعا
طوعَ ما تستثيرُهُ العينانِ
عندما يأمُران أو يَنْهيَانَِ
عندما يرويانِ إذ يحلُمان:
قِصَّةَ الحبِّ …
إذ تَلُفُّ البرايا
إذ ترى فيهما دِماءَ الضحايا
بين "مُوقَيْهِما" …
وفي "الإنسانِ"
                                ***
وصباها …
عارٍ من الذكرياتِ
ملهباتٍ جمرَ الهوى مذكياتِ
فهو قَفْرٌ من الأنيس خلاءُ
موحشاتٌ في جوه الأصداءُ
لا يلبّي للروحِ فيه نداءُ
ويُدَوّي "للكَبْتِ" فيه ..
عُواءُ !
فهي حَيرى …
تجوبُ منه قفارا
وهي مهما جارَتْ عليه اقتسارا
وتَمَلَّتْهُ ليلَةُ والنهارا
وهي مهما اجترّت "مُنىً" وادّكارا
لم تجد فيه …
ما يَسُرُّ العذّارى!
غيرَ لمحٍ من تِلكُمُ "الأُمسِياتٍ"
إذ ليالي الجليل …
رمزُ الحياةِ
عطراتٌ بمَدرْجِ الفَتَياتِ
في ضفاف"البحيرة" النشوانه
ترتمي في نميرها حرّانه
كل عذراء …
رَوْدةٍ معطافِ
يتسقطْنَ موقع الأصدافِ
وعليهنَّ من نميرٍ صافي
أيّ سترٍ مهلهلٍ …
"كشافِ ؟! "
اذ حقولُ الجليلِ مرتمياتُ
بقدوم الربيع مختفياتُ
يتضاحَكْنَ في مَدَبّ الشُعاعِ
راجفاً فوقَها  ارتجافَ "اليراع"
اذ غدا الجوُّ من أريج المراعي
خدرَ حسناءَ من بنات الغرام
سابحاً ..
في العطور و "الأنغام" .