الباجة جي في نظر الخصوم .

* نشرت ، كاملة ، في جريدة "العراق" العدد 3517 في 24 تشرين الأول 1931 .

كيفما صَّوْرتَها فلتكُنِ
أنا عن تصويرةِ الناسِ غني 

لا أُبالي قادِحي مِن مادِحي
ليّ في الوجدان ما يُقنِعنُي 

لستُ بالجامدِ : إني شاعرٌ
هزة الروح تُرى في بَدنَي 

ديدني تصويرُ ما في خاطري
وأنا مُغرىً بهذا الديدنَ 

أنا من أجل لِساني مُبتَلى
رغمَ احساسي – بعيش خَشِن 

إنما يرفَعُ من مقطوعتي
كوُنها من خَصمِك المضطَغِن 

من فتى عَرَّضَه موقفُه
منك بالأمس لشتّى المِحَن 

كونُها من شاعر مُطَرَّح
وفكورٍ مُنصِفٍ مُمتَحَن 

تاركاً عما قريبٍ أهلَهُ
مستجيراً بإمام اليَمَن! (1)

فاذا لم يهوني كنت امرأً
عاملاً في منجمٍ في عدَن 

إنها أروَح لي من مَوطنٍ
أنا منه في عُضال مُزْمِن 

أنا أستحسِن ما ليس أرى
وأرى ما ليسَ بالمستحسَن 

* * *

يا أبا عدنانَ هذي فُرصةٌ
لفؤادٍ بالأذَى محتقِن 

لا أُحابيك : ولكنّي فتىً
أطلُبُ الحقَّ ولو في كفَني 

يشهدُ التأريخُ واللهُ معاً
أنَّك الذُخرُ لهذا الوطن 

عارفٌ أدواءَه مطَّلعٌ
بالخفايا : قاطعٌ للفتَن 

فيك : لولا أمةٌ جاهلةٌ
شَبَةٌ يدينك من "موسولني" 

بَطَلٌ إنْ مِحَنٌ جارتْ وما
أعوزَ الأبطالَ عند المحن 

وصريحٌ لَسِنٌ في مأزِقٍ
ذي احتياجٍ لصريحٍ لَسِن 

لُحتَ وضاحاً على حينَ مَشى
كلُّهم تحتَ قِناعٍ أدكن 

بخُطىً جبّارةٍ واسعةٍ
وبعقلٍ راجحٍ متَّزن 

يومَ كلُّ الناسِ في تمويهِهم
مِثلُ ضبٍ جاحرٍ في مَكمن


(1) البيت والبيتان التاليان تنشر أول مرة في ديوان .

المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الثاني-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1973م