تحية .. ونفثة غاضبة .

* ألقاها الشاعر في الحفلة التكريمية التي أقامتها وزارة الدولة للشؤون الثقافية بمسرح محمد الخامس في الرباط ( المغرب ) مساء يوم 20 أيلول عام 1974.
* تعرض خلالها لدعاة الاستغلال والانتهاز تحت شعارات مزيفة.

سماحاً إن شكا قلمي كلالا
وإن لم يُحسنِ الشعرُ المقالا (1)

وإن راحت تُعاصيني القوافي
بحيثُ الفضلُ يُرْتَجلُ ارتجالا

كبا مُهري بشوطٍ لم تغادِرْ
له غرُّ الجيادِ به مجالا (2)

حماةَ الفكر .. والدنيا غرور
كضوء الفجر لُطفاً وانتقالا

أَتبغُون الفُتوةَ عند هِمٍّ
على السبعينَ يتَّكلُ اتكالا (3)

تمشَّى الثلجُ في جَذواتِ قلبٍ
مدى خمسينَ يشتعل اشْتعالا (4)

وما شمسُ الظهيرة وهي تَغلي
كمثل الشَّمس قاربت الزَّوالا (5)

بناتُ الشعر كُنتُ أباً رؤوماً
أُسامِرُهُنَّ نجوى وابتهالا (6)

أغوصُ على اليتيم الفذِّ منها
وأحتضن الأوانس والثَّكالى (7)

وتَفْجؤُني عرائسهُنَّ ليلاً
تُقَرِّبُني وتُبعِدُني دلالا

وكُنَّ لِداتَ تَصبو ناشطاتٍ
فَهُنَّ اليومَ أنضاءٌ كسالى (8)

وها أنا بعدَ ميسرةٍ ورَفْهٍ
أروح على أراملها عِيالا

* * *

حماةَ الفكرِ والأدبِ المصفّى
يَزينانِ الشمائلَ والخِصالا

قصدتُكُمُ وبيْ شوقٌ مُلِحٌ
كقصدِ الظامئ الشَّبِمَ الزُّلالا (9)

وكنتُمْ حاجةً قُصوى لنفسٍ
تضيقُ بحاجةٍ قَرُبَتْ منالا

وزُرْتُ المغربَ الأقصى عَجولاً
زيارة عاشقٍ حُرِمَ الوصالا


(1) الكلال: التعب.
(2) كبا: عثر، انكب على وجهه.
(3) الهم: الشيخ والهرم.
(4) الجذوات: جمع جذوة ( ملثثة ) وهي الجمرة.
(5) الزوال: الغروب.
(6) رؤوم: عطوف، حنون.
(7) اليتيم الفذ: النادر الذي لا مثيل له.
(8) أنضاء: جمع نضو وهو المهزول تعبا.
(9) الشبم: البارد.

المصدر : ديوان الجواهري-الجزء السادس-الجمهورية العراقية-وزارة الاعلام-دار الحرية للطباعة -بغداد 1977م