أُنيبكَ عن شرِّ الطّغام نكايةً
![]() بالمؤثرينَ ضميرَهمْ والواجبا
![]() لقَدِ ابتُلُوا بي صاعقاً مُتَلهِّباً
![]() وَقَد ابتُلِيتُ بهمْ جَهاماً كاذبا (2)
![]() حشَدوا عليَّ المُغرِياتِ مُسيلةً
![]() صغراً لُعابُ الأرذلينَ رغائبا
![]() بالكأسِ يَقْرَعُها نديمٌ مالثاً
![]() بالوعدِ منها الحافَتَيْنَ وقاطبا
![]() وبتلكُمُ الخَلَواتِ تُمْسَخُ عندَها
![]() تُلْعُ الرِّقابِ من الظّباءِ ثعالبا !!
![]() وبأنْ أروحَ ضحىً وزيراً مثلَما
![]() أصبحتُ عن أمْرٍ بليلٍ نائبا
![]() ظنّاً بأنَّ يدي تُمَدُّ لتشتري
![]() سقطَ المَّتاع ، وأنْ أبيعَ مواهبا
![]() وبأنْ يروحَ وراءَ ظهريَ موطنٌ
![]() أسمنتُ نحراً عندهَ وترائبا
![]() حتى إذا عجَموا قناةً مُرَّةً
![]() شوكاءَ ، تُدمي مَن أتاها حاطبا (3)
![]() واستيأسوُا منها ، ومن مُتخشِّبٍ
![]() عَنتَاً كصِلِّ الرّملِ يَنْفُخ غاضبا
![]() حُرّس يُحاسِبُ نفسَهُ أنْ تَرْعَوي
![]() حتَّى يروحَ لمنْ سواه محاسِبا
![]() ويحوزَ مدحَ الأكثرينَ مَفاخراً
![]() ويحوزَ ذمَّ الأكثرينَ مثالبا !!
![]() حتى إذا الجُنْديُّ شدَّ حِزامَهُ
![]() ورأى الفضيلةً أنْ يظْلَّ مُحاربا
![]() حَشدوا عليه الجُوعَ يَنْشِبُ نابَهُ
![]() في جلدِ "أرقطِ" لا يُبالي ناشبا !
![]() وعلى شُبولِ اللَّيثِ خرقُ نعالِهم!
![]() أزكى من المُترهِّلين حقائبا (4)
![]() يتساءلونَ أينزِلونَ بلادَهم ؟
![]() أمْ يقطعونَ فدافِداً وسباسبا ؟
![]() إنْ يعصِرِ المتحكِّمونَ دماءَهم
![]() أو يغتدوا صُفْرَ الوجوه شواحبا
![]() فالأرضُ تشهدُ أنَّها خُضِبَتْ دماً
![]() منّي ، وكان أخو النعيم الخاضبا
![]() ماذا يضرُّ الجوعُ ؟ مجدٌ شامخٌ
![]() أنّي أظَلُّ مع الرعيَّة ساغبا
![]() أنّي أظَلُّ مع الرعيَةِ مُرْهَقاً
![]() أنّي أظَلُّ مع الرعيَّةِ لاغبا
![]() يتبجَّحُونَ بأنَّ موجاً طاغياً
![]() سَدُّوا عليهِ مَنافذاً ومَساربا
![]() |
(2) الجهام الكاذب : هو السحاب الذي لايعقبه مطر .
(3) القناة الشوكاء : هي التي يكثر في فروعها و أغصانها الشوك .
(4) يريد الشاعر بـ “شبول” الليث وأولاده وأطفاله .