خلفت غاشية الخنوع .

عدنانُ لو أَفضَى إليك نِدائي
ولوِ استمعْتَ لِلَهْفَتي ودُعَائي

ولوِ انعطفتَ إلي أحبّتِك الأُلىَ
يَتَصَيّدونَ رُؤَى القريبِ النائي

أُطْريكَ لو أَنجاكَ مُطْرٍ منْ أذىَّ
ولوِ اسْتردَّكَ سالِماً إطرائي

عدنانُ يا لُطفاً تفجّرَ عَن دمٍ
يا جَدْولاً يَنْسابُ في صَحْراءِ

يا ضِحكةَ الفجِر النديِّ تَهَشّمَتْ
بِنَعيبِ فُوهَةِ بُومَةٍ نَكْراءِ (1)

قالوا : أتَعْرِفُه ؟ فَقلْتُ : وكُنهَهُ
عِرفانَ نورِ الشمسِ بالّلألاءِ

ولَرُبَّ أرواحٍ تُذيعُ صِفاتِها
حتىّ وإنْ عَرِيَتْ عنِ الأسماءِ

يا أيُّها البطلُ الموَحِّدُ أُمّةً
بِدِمائِهِ ، قُدِّسْتَ من بَنّاءِ

أسلَفْتَ للأجيالِ خَيْرَ عَطاءِ
ولَقِيتَ مِن عُقباكَ خَيرَ جَزاءِ

وأقمْتَ مِنْ ذِكراكَ مَزْحَفَ فَيْلَقٍ
في كُلِّ معركَةٍ وخَفْقَ لِواءِ

اليومَ تَجْني أُمّةٌ حُلْوَ الجَنىَ
ممّا زَرَعْتَ بها منَ الخُلَفاءِ

الحارِسينَ الشعبَ من أعدائِهِ
والشعبُ يَحْرُسُهم منَ الأعداءِ

والشاربينَ بمِثلِ ما يَسْقونَه
بالحُب صُنْعَ النُخْبةِ النُدمَاءِ

عدنانُ لا ثأرٌ فأنتَ مُبرّأٌ
من ضِغْنَةٍ ، عَفٌ عنِ الجبناءِ


(1) يريد بنعيب فوهة البومة النكراء ، أزيز الرصاص الذي انطلق من مسدس القاتل الأثيم