طيف تحدر (يوم الشمال).

حتى إذا غزتِ العيونَ كآبةٌ من مَزحَفٍ كدِرٍ، وجوٍّ كابي (11) وترصَّدَت خَلَلَ الغيومِ زواحفاً نِسراً يمزِّق من جَناح غُراب أسرى إلى الشكِّ اليقينُ يهزُّه كالفجر يزحف من شقوق الباب (12) ثم استفاض يصكُ سمعَ مشكِّكٍ فيه، ويدمغ ريبةَ المرتاب (13) وتلَقّفَتْهُ ليلةٌ مذخورةٌ لأوانها . محصيّةٌ بكتاب (14) محسودةٌ حسدَ الفصولِ ربيعَها أو حرقةَ الشوهاءِ بين كِعاب (15) يا أيُّها الشيخُ الرئيس تحيةً هي في صميم الودِّ والإعجاب (16) لكَ عن جميل الصنع قد أسديتَه كفوٌ لكل كريمةٍ وثواب (17) وعلى جسيمِ الأمرِ قد أنجزتَه لا بالنَكولِ به، ولا الهيّاب (18) كنت المُهيبَ بأن تُقرِّبَ ساعةً ما اسطعتَ من يومٍ أغرَّ مُهاب (19) أفرغتَ أطماحَ العراق وأهلِه جسداً أفضت عليه خيرَ إهاب (20) ونفختَ في أملٍ حياةً حلوةً ووضعت شاخصها بخير نصاب (21) وأحلتَ عن بؤسٍ نعيماً رفرفاً ونتجت روضاً عن دمٍ وتراب ودعوت حزبكَ أن يبادر مغنماً هو من طِلاب الخمسةِ الأحزاب وأقلُّ حبوةِ مانح قولُ الفتى: سلِمت يمينُ المانحِ الوهّاب (22) رُمْتَ العسيرَ فكنتَ أصدقَ شاهدٍ أنْ ليسَ من عَسِرٍ على طَلاّب هممُ الرجال قريبةٌ من بعضها أنى تكونُ .. لصيقةُ الأنساب وتجاوبُ الرَغَبَاتِ في ذِرَواتها أمضى وأسرعُ من سنىً جوّاب ولقد يُجاء من الضمير لِصنوهِ في رمشةٍ برسالةٍ وجواب (23)

(11) كاب: كئيب.
(12) أسرى: سار والإسراء في الأصل: السير في الليل.
(13) يصك: يصم. دمغ: دفع وغلب.
(14) الليلة المذخورة يراد بها ليلة اليوم الحادي عشر من شهر آذار عام 1970 التي وضعت حداً للقتال بين الأخوة في العراق، ومعنى القطعة أن كل العهود الغابرة كانت إذ يشتد فيها الطغيان، تحلم بالطيف الجميل المتحدر، وهو عودة السلام إلى ربوع الشمال الحبيب.
(15) كعاب: جمع كاعب وهي البنت برز نهدها.
(16) الشيخ الرئيس: هو السيد رئيس الجمهورية العراقية وقائد القوات المسلحة المهيب أحمد حسن البكر، الذي كانت له اليد الطولى في إنهاء القتال في كردستان العراق وفي إعطاء الشعب الكردي حقوقه العادلة.
(17) كفو: هنا: ثواب وجزءا وشكر.
(18) النكول: المتراجع.
(19) مهاب: يريد”مهيب”.
(20) الإهاب: الأديم أي الجلد.
(21) الشاخص: يريد الحق الواضح البارز. النصاب: المكان.
(22) الحبوة: العطاء.
(23) الصنو: المثل.