* نظمت بمناسبة الذكرى الأربعينية لإستشهاد "جعفر الجواهري" الذي جرح في معركة "الجسر" الشهيرة يوم 27 كانون الثاني عام 1948م واستشهد متأثراً بجراحة يوم 4 شباط .
* ألقى الشاعر قسماً منها ، وهي لم تكتمل في الحفل الذي أقيم في النجف لهذه الذكرى حول قبر الشهيد .
* ألقاها كاملة في أول مؤتمر عام للطلاب العراقيين ، نظمه اتحاد الطلاب العراقيين العام ، واقيم في "ساحة السباع" في بغداد .
* نشرت في جريدة "الرأي العام" العدد 1871 في 28 آذار 1948م .
يومَ الشَهيد : تحيةٌ وسلامُ
![]() بك والنضالِ تؤرَّخُ الأعوامُ
![]() بك والضحايا الغُرِّ يزهو شامخاً
![]() علمُ الحساب ، وتفخر الأرقام
![]() بك والذي ضمَّ الثرى من طيبِهم
![]() تتعطَّرُ الارَضونَ والأيام
![]() بك يُبعَث "الجيلُ" المحتَّمُ بعثُه
![]() وبك "القيامةُ" للطُغاة تُقام
![]() وبك العُتاة سيُحشَرون ، وجوهُهُم
![]() سودٌ ، وحَشْوُ أُنوفهم إرغام (1)
![]() صفاً إلى صفٍّ طغاماً لم تذُقْ
![]() ما يجرَعون من الهَوان طَغام (2)
![]() ويُحاصَرون فلا "وراءُ" يحتوي
![]() ذَنباً ، ولا شُرطاً يحوز "امام"
![]() وسيسألون مَن الذين تسخَّروا
![]() هذي الجموعَ كأنها أنعام (3)
![]() ومَن استُبيح على يَديهم حقُّها
![]() هدراً ، وديست حرمةٌ وذِمام
![]() ومَن الذين عَدَوا عليه فشوَّهوا
![]() وجهَ الحياة فكدَّروا وأَغاموا
![]() خَلَصَ النعيمُ لهم فهم من رقةٍ
![]() وغضارةٍ بيضُ الوجوه وِسام
![]() وصفا لهم فلَكُ الصِبا فتلألؤا
![]() فيه كما تَتَلألأ الأجرام
![]() يتدلَّلون على الزمان كما اشتَهت
![]() شهواتُها قُبُّ البطون وِحام (4)
![]() ومَداس أرجلهم ونَهْبُ نِعالهم
![]() شَعبٌ مهيضُ الجانِحين مُضام
![]() يُمسي ويُصبح يستظلُّ بِخِدنه
![]() بَقَر الزَريب، ويرتَعي ويَنام
![]() سيُحاسَبون ، فان عَرتْهم سَكْتَةٌ
![]() من خيفةٍ فستنطِقُ الآثام
![]() سيُنكِّسُ المتذبذبون رقابَهم
![]() حتى كأنّ رؤوسَهم أقدام
![]() |
(1) الرغام : التراب .
(2) الطغام : السفلة من الناس .
(3) تسخروا : أي سخروا بالتضعيف .
(4) القب : جمع أقب وهو البطن الضخم ، وحام من الوحم وهو ما يعرض للمرأة الحامل من شهوة .
المصدر : ديوان الجواهري-الجزء الثالث-وزارة الاعلام العراقية/مديرية الثقافة العامة-مطبعة الأديب البغدادية 1974م