عالم الغد .

وصياحُ "النَّخَّاسِ" عاد فَرَنّا

من جديدٍ " بسوقِهِ " يَتَغَنّى

أيُّها الخائفُ احتقاراً و " طعنا "

يتَجنّى ويتّقي ما تَجنّى

كم "مِجَنٍّ" هنا لباغٍ "مِجَنّا"

دون ما شق من خروقٍ و " سنّا "

ها هنا لو أعَرْتُمُ "السوقَ" "وَزْنا"

سلع تحمِلُ "الجرائرَ" عنّا

هنّ لَفْظٌ و "مُشْتريهِنَّ" مَعْنى

هنّ مرآى و "مجتنيهنّ" مَبْنى

من هنا لفقت لفيفا وهَنّا

كم نصبنا بِخَلقها وتَعِبْنا

_ * _

كم سعينا بهمّةِ الجبّارِ

بأساليبَ جمةِ الأوطارِ

كم بثثْنا الأرْصاد ليلَ نهارِ

في سوادِ الأقطارِ والأمصارِ

لشراءِ " البضائعِ ؟" الأشرارِ

تتردّى مظاهرَ الأخيار

أيّها المبتغونَ نَشْرَ دَمارِ

وارتجاع على يدي "سمسْار"

يا بُغاةَ الادقاع والافقار

واحتجازِ الشعوبِ رهن الاسار

أيّها الوالغون في كلّ عارِ

وشنارٍ. لكنْ وراءَ ستار

كم ستارٍ لكم هنا وحجابِ

نحن حُكْنا خيوطَهُ باقتضابِ

وأقمنا نسيجَهُ باغتصابِ

من نثار الأسْقاطِ و "الأسلاب"

من مُراءٍ ومُرْتَشٍ ومُحابى

وخؤونٍ ومُرْجِفٍ كذّابِ

عندنا، ها هنا، على الأبوابِ

ألْفُ قُطْبٍ " رَخوٍ " من الأقطابِ

من " دُهاةِ " القُطّاعِ والنُّهابِ

باختلافِ الحجومِ والأضرابِ

وبشتّى النعوتِ "و" .. الألقابِ

وافتراقِ "الألوانِ" و "الأثوابِ"

نحن أدرى بهذه "الأنصاب"

و "بأحسابِهِنَّ" و "الأنسابِ"

ومحلٍ لهنّ في "الاعرابِ"

_ * _

إنها حين تَتْرُكُ الأبوابا

عندما تدْفَعونَ عنها الحِسابا

ترتدي غَيْرَ ثوبِها أثوابا

ثم تُلقي على "الضميرِ" حجابا

وعلى أوْجُهٍ "خَزِينَ" خَضابا

فالمُحابى غداً يروحُ مُحابَى

والمُرائي مُبَجَّلاً مُسْتَطابا

والخؤونُ "الشهمُ" الرفيعُ جنابا

_ * _

والغبارُ الذي صببناه صبّا

من "وُحول" فكان شخصاً مِذَبّا

سيُصَلّى لَهُ ويُعْبَدُ رَبّا

_ * _

عندنا ألْفُ هيكلٍ جبّارِ

حولَه شائِكٌ من الأسْوار

من بناءِ "المُشَرِّعِ" القهّار

يتراءى لأعْيُنِ النُّظّارِ

فارغاً شامخاً على الأبصارِ

يتحلّى "بهيبَةٍ" و "وَقارِ"

و "احتفاظٍ" وإمرةٍ واقتدارِ

وبسرٍ "فَذٍّ" من الأسْرارِ

وباحكام "صانعٍ" مختارِ

نحن صغناهُ من مزيجِ غُبارِ

من مُثارِ "النَّكْباءِ" و "الاعصارِ"

ومداسِ "الوحوش" بينَ القفارِ

و "وحولِ" الأكدار والأقذارِ

فهو كاسٍ – كما أردتُمْ – وعاري

وهو "عالٍ" على أساسٍ هاري