عالم الغد .

وسرقنا رغيفَهُ والطعاما

ومنعناه مَضْجَعاً ومَقاما

ثم جئناه مجرمينَ لئاما

نترضّاه محسنين كراما

رافعين الرؤوسَ والأعلاما

مُشْهدين الأجيالَ والأيّاما

والطروسَ الضِخامَ والأقلاما

_ * _

ورجالَ الصحافةِ الأحرارا

وشيوخَ المنابرِ الأخيارا

_ * _

ودعاةَ التحريرِ والتفكيرِ

من أديبٍ وشاعرٍ نِحْرير

وعلى كلّ موجةٍ في الأثير

_ * _

إننا موسرون نرعى ذِماما

ونُواسي الضعافَ والأيتاما

ونُعزّي أراملاً وأياما

_ * _

مُؤثرين الجياعَ بالفَضَلات

ونفايا موائدٍ ضَحِلات

غَرِقاتٍ بأدمُعٍ هَطِلات

من عيونٍ نديّةٍ خَضِلات

_ * _

وبفيض من مُقْذِعِ التشهيرِ

ومثيرِ الإذلال والتحقير

لفقير ! وعائذٍ مستجير !

وفقيرٍ لمن ؟ للصٍّ خطير

مستجيرٍ بمن ؟ بشرِّ مُجير

_ * _

يا نظامَ الاحسان والصدقاتِ

واقتطاع الاجراء والنفقات

من حسابِ الأسلاب والسرقات

واحتضانِ اللقيطِ في الطُرُقات

واحتيالِ القانونِ للطبقات

موبقاتٍ تُرَمُّ بالموبقات (2)

_ * _

يربأ الكون واثبا مقداما

ماشياً – والأنوف رغمٌ – أماما

غازياً نورُهُ العقول اقتحاما

تاركاً خلفَهُ – الرياءَ – حُطاما

أن ترى أنت للشعوبِ نظاما

_ * _

أيُّها المستمنُّ بالتلطيفِ

مُسْتَرقاً بِكسْرَةٍ من رَغيف

لا تقيهِ إثارةً من جوع

وبكوخٍ في ظلّ قصرٍ مُنيف

_ * _

يتمنّى انعكاس ضوءِ الشُّموع

وسميلٍ من الثياب شفيف

يَسْتُرُ العَوْرَتَينِ بالترقيع

وحوالَيْه من نِتاجِ الصروف !

من ذويه "الأوباش" أيّ قطيع


(2) رمّ: أصلح.