عالَمَ الغدِ : "أمسِ" أبْصرتُ فردا
![]() من أولاءِ البيضِ "العبيدِ" استبدا
![]() دخلَ "السوقَ" فاشتروا منه عبدا
![]() ليس يَقْوَى لما أرادوا مردّا
![]() ثم ألقَوْا على حَفافَيهِ بُرْدا
![]() زعموا أنّه تضمّخ مَجْدا
![]() فانبرى وهو يحسَبُ الهزلَ جِدّا
![]() والأناسيَّ أولياءَ و "جُنْدا"
![]() وخضوعاً لم يملكوا عنه بُدّا
![]() فرط عُجْبٍ "بمقلتيه" ووجدا
![]() بالعبوديّةِ التي يتردّى
![]() _ * _
![]() كذبوا أيّ "سؤددٍ" ؟ أيّ مجدِ ؟
![]() مستعارٍ متى اشتهَوْا مسترَدِّ
![]() من غرورٍ وباطلٍ مُسْتَمَدِّ
![]() أي "بردٍ" من كفّ أي "مسدّي"
![]() ملحمٍ، مالكٍ لحلٍّ وعَقْدِ
![]() قد تردّاهُ ألفُ جِبْس ووَغْدِ
![]() امروا، وانتهَوْا بعزلٍ وطَرْدِ
![]() _ * _
![]() فإذا "مجدُهُمْ" هباءٌ نثيرُ
![]() وإذا ماؤُهُمْ سرابٌ يَغورُ
![]() وإذا هُمْ قَفْرٌ صحاصحُ بورُ
![]() وإذا ما انطوتْ عليه الصدورُ
![]() جِيَفٌ تُسْتَفَزُّ منها القبورُ
![]() وتخافُ الدّنُوَّ منها العُطورُ
![]() قَبُحَ المستعارُ والمستَعيرُ
![]() في مصيريهما .. وبئسَ المصيرُ
![]() وإذا فوقَ كلِّ ذاك الضميرُ
![]() لم يساوِمْ ليشتريه الحريرُ
![]() _ * _
![]() "عالَمَ الغدِ" : أمسِ مرَّتْ حِيالي
![]() كُتَلٌ من "مؤمَّرين" موالي ؟
![]() أخرجتْهم "مصانعٌ للرجالِ" ؟
![]() همْ برغمِ الألوان والأشكالِ
![]() نسجوا كلّهم على " مِنوالِ "
![]() من "دمى" أمرةٍ ؟ و "لُعبةِ" مالِ
![]() و " مغاوير " منطقٍ وجدالِ
![]() و "مرايا" سياسةٍ واحتيالِ
![]() و "سعالي" ذوي شعورٍ طوالِ
![]() تستسيغُ "الحرامَ" باسمِ الحلالِ
![]() ثم مرّتْ مواكبٌ من "جِمال"
![]() بحرابٍ محميّةٍ وعوالي
![]() تتشكّى في الوَخْذِ والارقال
![]() وطء ما حُمِّلَتْ من الأثقالِ
![]() _ * _
![]() من خُداعِ "التشريعِ" و "التقنينِ"
![]() من شروحٍ فيّاضةٍ ومُتونِ
![]() دَبَّرتْها فطاحلُ "التّدوينِ"
![]() ودعاةُ التّخديرِ والتّسكين
![]() ورقاةٌ لعالَمٍ مجنونِ
![]() _ * _
![]() ثم لاحتْ "أصابعٌ" كالظِّلال
![]() وكما طافَ طائفٌ من خيالِ
![]() ثم جُرّتْ هذي الدّمَى بحبال
![]() من "نُضارٍ" مُزَيّفٍ مُتلالي
![]() و "بجاهٍ" ممزقٍ أسمالِ
![]() وبمجدٍ عارٍ من "المجدِ" : حالي
![]() بِطِلاءٍ من القرونِ الخوالي
![]() _ * _
![]() والخوالي من القرونِ سرابُ
![]() شُبَهٌ كلُّ أمرِها وارتيابُ
![]() |