عالم الغد .

أمس هذا "النعيم" ؟ كان زروعا

والزروعُ الوَرْفاءُ كانَتْ بَقيعا

كم سَقينا تلك "الكرومَ" دموعا

واحتضنّا أُصولَها والفروعا

كم عصرنا – ونحن نُعْصَرُ جوعا –

_ * _

الثمارَ التي تُسيلُ اللُّعابا

لنُساقي هذي "المسوخَ" الشرابا

كم دفنّا تحتَ الترابِ شبابا

وأضعنا الجهودَ والأتعابا

لنجلّي هذي اللعوبَ الكَعَابا

تَسْحَبُ الخزَّ ناعماً جِلبابا

من "إهاباتنا" خَلَعْنا إهابا

فوقَها ساحرَ الرؤى جذّابا

و "عَصَرْنا" دماءَنا أحقابا

لنصفّي منها اللّمى والرُّضابا

نترضى بذلكَ الأربابا

_ * _

وسلوا من مثالثٍ ومثاني

حانيات على أكفّ الغواني

ناطقات برقّةٍ وحنانِ

عن أماني هذي "العُلوج" "السِّمان"

وتشهّى "فُلانةٍ" ؟ و "فُلان"

كَمْ و كَمْ – مثلَها – ظهورٌ حواني

وعيونٌ مقروحةُ الأجفان

عالجتْ شدَّ هذِهِ العيدان

_ * _

باعثاتٍ في ميّتِ "الأحطاب"

أيَّ روحٍ ملطّفٍ مُنساب

هي لو عاودت إلى "الأنساب"

وتُراثِ المُناخِ و "الأعصاب"

وافتقادِ اللِّداتِ والأتراب

وهي في العِرقِ أُخْتُ وَحْشِ الغاب

هي أمُّ الطيورِ، بنتُ السّحاب

ضارباتٍ عروقُها في التراب

قرأت في مقاصف الأقطاب

ومقاصير "نُخْبَةٍ" أطياب

واقتعادٍ بها وراءَ حجاب

ومراسيمَ مُثْقَلاتِ الوطاب

باصطناعِ الوَقار والآداب

محْضَ إيحاشةٍ وفرطَ اغتراب

ومثارَ الشكوكِ والارْتياب

_ * _

لَتخلّت عن "فاتناتِ" القِيان

وصدورِ "المغامراتِ" الحسان

عبقاتِ الأحضان ؟ والأردان

لصدورٍ مكتظّةِ الأشجان

زاخراتِ الأنغام والألحان

مثلَها في مكانةٍ وكيان

من بنات الوُحول والأطيان

لا صدورِ الأكابرِ الأعيان

_ * _

عالَم " اليومِ " أنت ضُحْكَةُ رائي

أنت – لولا العيانُ – محضُ هُراء

أنتَ في " عالَمِ الغدِ " المترائي

من أقاصيصِ صِبْيَةٍ أبرياء

ونكاتِ الخُلاّنِ والخُلَطاء

أنتَ للسامرين حولَ "الصلاء"

سَمَرٌ قاتلٌ ليالي الشتاء