عالم الغد .

عالَمَ الغَدِ إنّ "سوقَ" العبيد

نزلوا عند حُكْمِ "لَوْنِ الجلود"

وابتداعاتِ "سيّدٍ" و "مسود"

ومآسي حواجزٍ وحدود

وصياحِ "النّخاسِ" : هَلْ مِنْ مَزيد ؟

في "تماثيلَ" أوثقَتْ بالقيود

غارقاتٍ آذانُها في الصّديد

مُنِيَتْ في قيامِها والقعود

بعُتَلٍّ فَظٍّ عنيدٍ مَريد

صارخاتٍ بلونها المكمود

وبما في عيونها من شُرود

_ * _

للسّما تبتغي اختراق النّجوم

تتحرّى مقرَّ ذاكَ "الحكيم"

الّذي شاءَ ما بها من هُموم ؟؟

_ * _

لم تعطّلْ إلاّ لأنّ رقيقا

أبيضاً يملأُ العيونَ أنيقا

لا يَرى مثل خَلْقِهِ مخلوقا

في خِضَمٍّ من الغرور غريقا

يسترِق الغريقُ منه الغريقا

_ * _

حلَّ في "رِقِّه" محلَّ السودِ

في هُبوطٍ "أسْواقُهُ" وصُعودِ

ونحوسٍ "نجومُهُ" وسُعودِ

_ * _

تلك سوق فيها "غنى" ومتاعُ

وعليها تسابُقٌ وصِراعُ

كلَّ يومٍ بينَ "الرقيقِ" نِزاعُ

أيُّهُمْ قبلَ غيره ينصاعُ

سَيْطَرتْ في سمائها الأطماعُ

واستوى فوق عرشها الاقطاعُ

وتبارى الاثراءُ والإدقاعُ

والمطيعون يمتطيهمْ مُطاعُ

كم، وكم تُشْتَرى بها وتُباعُ

حُرُماتٌ، وأنْفُسٌ، وطِباعُ

عَرِيَتْ من "ضمائرٍ" فهي "قاعُ"

_ * _

صفصفٌ، موحشُ الثرى إمحالا

ليس فيها "للصالحاتِ" انتجاعُ

فهي "جرداءُ" لا تفئُ ظِلالا

وهي "ظلماءُ" لم ( يُنِرْها ) شُعاعُ

من "أحاسيسَ" تُرْشِدُ الضُّلالا

_ * _

عَرَضَ "البائعونَ" فيها الرجالا

بعضُهُمْ فوقَ بعضِهِمْ أثقالا

كلُّ مستكبرٍ يَتيهُ اختيالا

داهنٍ منه لِمّةً وسِبالا

ساحبٍ من "تَجَيُّرٍ" أذيالا

حَمَلَتْ من "فضائحٍ" أوحالا